وقفت ع الميّ؟

رسم زايكة

منذ بضعة أيّام، ضجّت منصّات التواصل الاجتماعي بخبرٍ طال إحدى شركات المياه المعدنيّة اللبنانيّة، مفاده أنّ المياه التي تبيعها غير مطابقة للشروط الصحيّة وغير صالحة للشرب. أدّت هذه الادعاءات إلى حالة هلعٍ واسعة على وسائل التواصل، وشارك العديد من الناشطين والناشطات نكاتٍ وتعليقاتٍ ساخرة تطال الشركة ومياهها المعدّة للبيع. 

بالنسبة إلى «ألمازة»، هي لم تتمكّن من فهم واستيعاب حالة الهلع التي أصابت اللبنانيين! ففي حين يُصاب الجنوب اللبناني منذ عامين بغارات العدوّ التي لا تكتفي بقتل البشر وتدمير الحجر، بل تؤدّي أيضاً إلى تلوّث المحاصيل، وحرق الأشجار، وتلوّث الهواء الطبيعي الذي نتنشّقه، والمياه الجوفيّة التي نغتسل بها، نجد أنّ اللبنانيين أقلّ اكتراثًا لتلك الكوارث البيئيّة المستمرّة. 

نحن في لبنان نعيش وسط عوامل لا تُحصى قد تؤدّي إلى تسمّم أجسادنا وإصابتنا بأمراضٍ مزمنة، نتيجة إهمال الدولة للمكَبّات المنتشرة على الشواطئ، وللمعامل التي تلوّث البيئة والهواء من دون أن تُفرض عليها أيّ رقابة أو خطط عمل صديقة للبيئة. هذا فضلًا عن الطرقات المليئة بالنفايات، التي قد تصيب الحيوانات الأليفة بالأمراض، وكذلك البشر والأشجار. أمّا المطاعم وشركات تصنيع المأكولات المعلّبة والحلويات، وحتى تلك التي تُنتج مواد الاستعمال الشخصي، أغلبها لا يخضع لأيّ متابعة جدّية من قبل الدولة، رغم أنّ كثيراً منها يستخدم موادّ سامّة ومؤذية ومسرطِنة في عمليات التصنيع. 

كلّ هذه العوامل وغيرها تجعل «ألمازة» تستغرب حالة الهلع التي اجتاحت المنصّات وشاشات التلفزة، متسائلةً: هل تقف الكارثة حقّاً عند قنّينة مياه معدنيّة غير مطابقة للشروط الصحيّة؟

أصلاً، هل تعلمون أنّ شرب المياه المخزّنة في قوارير بلاستيكيّة هو بحدّ ذاته أمرٌ مضرٌّ بأجسادنا وبالبيئة؟