«طالعين عالجنوب»... ثلاثة أيّام من الأرض والفنّ والناس
«طالعين عالجنوب»... ثلاثة أيّام من الأرض والفنّ والناس
عروض أفلام، وجلسات موسيقيّة، وجولات بيئيّة، وغيرها من الأنشطة الثقافيّة والتوعويّة، ستطوف في الجنوب اللبناني، من صيدا إلى عربصاليم فكفر رمّان. ثلاثة أيّام من الأرض والفنّ والناس والزراعة، تنظّمها «ريف» بالتعاون مع «سطيحة» في كفر رمّان، و«نحيي الأرض» في صيدا، و«نداء الأرض» وبلديّة في عربصاليم، تحت عنوان «طالعين عالجنوب».
ينطلق البرنامج غداً من قلب «سطيحة» في كفر رمّان، ويُفتتح بجولةٍ يقودها هادي عواضة وفاطمة علي، تهدف إلى استكشاف التنوّع البيولوجي المهدَّد في جنوب لبنان، والفوائد الصحيّة والاجتماعيّة لنباتاته الأصيلة. تلي الجولةَ فقرةُ تذوّقٍ للمأكولات المحليّة والليموناضة بالأعشاب العطريّة الجنوبيّة، ثمّ جلسة موسيقيّة مع فنّانين محلّيين: مسلم فحص (ناي)، راغب حرب (عود وبزق)، وعلي صباح (غيتار كهربائي).
الموسيقي علي صبّاح
ويُختتم اليوم الأوّل بعروض أفلام «الأرض والناس» التي تتضمّن: «ذاكرة بشجرة» (إخراج وسيم طانيوس)، «مغارة للبيع» (موريال حنين)، «تلّة الحيّات» (جويل أبو شبكة)، إضافةً إلى فيلم «حائكات الأرض» (ريما قدّيسي) الذي يتناول قصص عشر نساء اخترن العودة إلى الطبيعة والعيش بانسجام معها.
بعد غدٍ، تحطّ الفعاليّة في حديقة «نحيي الأرض» في مدينة صيدا، وتُفتتح بسوقٍ محلّي يشمل بسطاتٍ للخضار والمونة والبذور والشتول والكتب، إضافةً إلى مطبخٍ محلّي ومشروباتٍ تُحضّر على الحطب. تليها جلسة نقاش بعنوان «الزراعة في زمن الحرب» بمشاركة مجموعة «نحيي الأرض» وهادي عواضة، ثمّ جولتان تعريفيّتان في الحديقة للكبار والصغار، يعقبهما عشاء وعروض أفلام «الأرض والناس»، التي ستتضمّن: «شجرة الجحيم» (رائد زينو)، «ما بعد» (مها الحاج)، و«زهرة للنسيّة» (رهام عاصي). وتُختتم محطّة صيدا بـ«حفلة تشرين» التي تجمع رباعي «أرض» وكورال مندى «سبعين».
في اليوم الأخير من الفعاليّة، 26 تشرين الأوّل، تصل «ريف» إلى قرية عربصاليم حيث يُفتتح معرض «قصص من الجنوب» في «مدرسة عربصاليم الرسميّة»، وهو معرضٌ توثيقيّ يحمل توقيع المخرج والمصوّر أديب فرحات، يسرد قصصاً من حقبة الاحتلال الإسرائيلي عبر المزج بين المواد الصوتيّة والبصريّة وعرض مواد أرشيفيّة نادرة.
بعد الافتتاح، تُقام جولة في القرية يقودها فيصل فرحات، للتعرّف إلى النباتات والزراعات المحليّة، تليها فقرة تذوّق للمأكولات الشعبيّة في حديقة البلديّة، ثمّ لقاء مع زياد أبي شاكر حول سبل الاستفادة من النفايات في مركز «بيت الأرض».
ويُختتم البرنامج بعروض أفلام «الأرض والناس» التي تشمل: «نداء الأرض» (بسمة فرحات وحسن حيدر)، «زعترة» (أديب فرحات)، «دورها» (حنادي الشيخ)، «مش بس شجرة» (سفراء ريف)، «أفق» (موسى شباندار وشيرين رافول)، إضافةً إلى فيلم «برزخ» (حسن حيدر) الذي يستعيد فيه المخرج قصّة جدّه الذي قضى أيّامه الأخيرة في منزله برفقة ابنته.
من معرض «قصص من الجنوب»
هكذا، بثلاثة أيّام من الأنشطة الثقافيّة والفنيّة والبيئيّة، تكسر «ريف» مركزيّة العاصمة بيروت، وتجمع الجنوبيّين حول شاشة السينما، في لحظةٍ هم أحوج ما يكونون إليها، بعد عامين من العدوان الصهيوني المتواصل على بلداتهم. إذ قد يكون أكثر ما يحتاجه الجنوب اليوم، هو الإيمان بأنّه ما زال قادراً على الاستمرار، والفرح، والتعلّم، والخلق من جديد.